Samstag, 4. Februar 2012 0 Kommentare

رائحة القرنفلة البيضاء

رائحة القرنفلة البيضاء

كان عطار مولعا بعمل الروائح العطرية الطبيعية فكان يملك حديقة كبيرة زرعها بانواع الزهور والورود فقسمها الى لاحات هندسية يزرع في كل لاحة نوعا خاصا من الازهار الجميلة ذات الرائحة الزكية فالذي يدخل الى الحديقة ويتنسم الروائح العطرية يشعر بنفسه انه قد انتقل الى عالم اخر فقد سحره جمال الطبيعة ومناظر الشجيرات والازهار وزقزقة العصافير وتغريد البلابل .
فالكئيب يشعر بالفرح والحزين بالسعادة لان الحديقة كانت اية من ايات الجمال تسحر من يدخلها .
وفي احد اطراف الحديقة لاحة كبيرة مزروعة بازهار القرنفل الجميلة الخلابة تفوح منها الروائح العطرية الطيبة . فهناك زهرة قرنفل بيضاء جميلة جدا نبتت شوكة كبيرة بجانبها فبدت الشوكة تضايق القرنفلة البيضاء وتتحداها . ولا غرابة فاين تنبت الازهار فلا بد من الاشواك ان تاتي وتبقى بجوارها لتنغص عيشها . فبقيت القرنفلة متالمة من الشوكة ومن شدة الامها قالت للشوكة / حتى ان اندهست الزهرة بالاقدام وتلاشت لكن رائحتها الطيبة تبقى وتعطر الاجواء المحيطة بها \ . وكان على الشجيرة القريبة بلبل صغير جميل الشكل عذب الصوت يسمع المشاجرة بين الزهرة والشوكة فتالم لالم القرنفلة ولكنه لم يقدر ان يفعل شيئا فلا حول له ولا قوة .
وذات يوم اتى العطار وبدا يقطف الازهار بتاني لكي يجمعها ليستخرج عطرها فراى الشوكة بجانبها فاقتلعها بكل قوته غاضبا واخذ يفتش عن الاشواك الاخرى في ارجاء الحديقة فاقتلعها وجمع جميع الاشواك واخرجها خارج الحديقة واحرقها حرقا .                            
واماالازهار فجمعها باناة وهدوء وفرح ليستخلص الزيوت العطرية منها ويحفظها في زجاجات جميلة ليبيعها باغلى واحسن الاثمان .
والبلبل الذي كان شاهدا على ما جرى الف قصيدة شعرية يشرح فيها ما كان يجري ويدور في هذه الحديقة من المناقشات بين الزهرة والشوكة وما صنع العطار صاحب الحديقة فكانت القصيدة في غاية الجمال وبدا ينشدها بصوته الرخيم . فدخلت طفلتان صغيرتان الى الحديقة لسماعهما صوت البلبل الجميل فقالت الاولى ما اعذب هذا الصوت فانطربت لصوته كثيرا واما الثانية فكانت تسمع صوت البلبل وتتامل ماذا يقول فقالت الاولى للثانية هل تعرفين لغة البلابل فقالت لها نعم فقالت لها ماذا يقول البلبل يا حبيبتي اجيبني افيدني اسمعيني
فقالت - انه يشرح قصة زهرة القرنفل البيضاء والشوكة التي نبتت بجانبها وماذا عمل العطار. فقالت الكلمات التي اعجبتني / ان الزهرة ولو دهستها الاقدام لا تتلاشى فتبقى رائحتها تعطر الاجواء المحيطة بها \ .
2-2-2012 





 
;