العدل والظلم
اعتاد العدل ان يجمع مختاريه في حديقته الكبيرة ليعظ فيهم ويثبت اركانه في قلوبهم مبينا مزاياه الفاضلة واضرار واخطار خصمه الظلم .
فعلم بذلك الظلم فاتى خلسة واندس في الاجتماع يصغي الى الموعظة ليفندها ويمحيها من افكار هؤلاء الاتباع البسطاء الطيبين .
وبعد انتهاء الموعظة ذهب الجميع الى بيوتهم فبقي العدل وحده ورجل اخر بجانبه ولايعلم انه عدوه .
فقال الرجل للعدل لقد اعجبت بمبادئك الطيبة وانا مستعد للتعاون معك ونشرها بين الناس فقد اعجبتني هذه الموعظة فاصبحا ظاهريا صديقين يزور كل منهما الاخر بين مده واخرى
والحق لايعرف ان الذي بجانبه هو خصمه الغادر الذي اتى اليه بثياب الحمل الوديع وهو من الداخل ذئب خاطف يحد انيابه للفتك به وافتراسه .
فقترح الظلم على العدل ان يذهبا الى ساحل البحر ليبحثا امور اصلاح الناس وتعديل اعوجاجهم و ارشادهم الى طريق الصلاح .
وبينما كانا جالسين على حافة البحر وانهمكا في المناقشات وفجاة دفع الظلم العدل الى البحر غدرا ووقع العدل في البحر وفي ظنه ان العدل مات غرقا ولا يعلم انه متوهم .
وفي علمه قد صفت الامور له لكي يعبث في هذه الارض بكل ما يستطيع فاعلن امبراطوريته وجعل نفسه ملكا وبلا منازع واخذ يمشي مترنحا راقصا وهو يغني من كثرة الفرح .
لكن العدل لم يمت ويبقى حيا الى الابد ولابد في يوم لايعلمه الظلم انه سياتي العدل ويزيحه عن مملكته ولاتقوم له قائمة الى الابد .
لكن العدل لم يمت ويبقى حيا الى الابد ولابد في يوم لايعلمه الظلم انه سياتي العدل ويزيحه عن مملكته ولاتقوم له قائمة الى الابد .
1-11-2011

